#1
|
|||
|
|||
رمضان.. شهر العبادة والعمل
هل يجوز للصائم النوم طوال ساعات الصيام والاستيقاظ عند أذان المغرب, وهل يتقبل الله صيام من يتخذون شهر رمضان ذريعة للنوم والكسل والخمول وتعطيل أعمال الناس, او من يصومون ولا يؤدون الصلاة؟ يقول الدكتور علي جمعة, مفتي الجمهورية: صيام هؤلاء مجزيء تبرأ به الذمة, ولكنه ناقص جدا, ومخالف لمقصود الشارع في الصيام, لأن الله سبحانه وتعالي قال: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون وقال النبي صلي الله عليه وسلم: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه,وإضاعة الصلاة وعدم المبالاة بها ليس من تقوي الله عز وجل, ولا من ترك العمل بالزور, وهو مخالف لمراد الله ورسوله في فرضية الصوم, ومن العجب أن هؤلاء ينامون طول النهار, ويسهرون طول الليل, وربما يسهرون الليل علي لغو لا فائدة لهم منه, أو علي أمر محرم, يكسبون به إثما, ونصيحتي لهؤلاء وأمثالهم أن يتقوا الله عز وجل, وأن يستعينوه علي أداء الصوم علي الوجه الذي يرضاه, وأن يستغلوه بالذكر وقراءة القرآن, والصلاة والإحسان إلي الخلق وغير ذلك مما تقتضيه الشريعة الإسلامية, وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم أجود الناس, وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن, فلرسول الله صلي الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة. ويؤكد الدكتور نصر فريد واصل, مفتي الجمهورية الأسبق, أن هذا السلوك يتعارض مع منهج الإسلام في الصوم الذي جاء لتقوية النفس,وزيادة النشاط الذي يتضاعف في رمضان, ويضيف قائلا: الصيام لا يدعونا للكسل إطلاقا بل علي العكس, فمعظم المعارك الحربية التي خاضها المسلمون كانت في رمضان وأبلي المسلمون فيها بلاء حسنا,فالقوة المعنوية تتضاعف لدي الصائم والمفروض أن يزيد إنتاجه أما تعطيل المصالح والنوم خلال وقت العمل والتزويغ فكل ذلك يتعارض مع حكمة الصوم وينقص من ثواب الصائم, أما ظاهرة الصيام وترك الصلاة, فهذا شيء غريب يفعله بعض المسلمين, رغم أن شهر رمضان هو شهر الصلاة والقرآن والالتزام, وله جائزة لا يحصل عليها إلا من يلتزم التزاما كاملا, ولكن أشير إلي أن عدم الصلاة لا يبطل الصيام, ولكن ينقص من أجره ولكن لو كان الإنسان مخلصا في صومه لانعكس ذلك علي باقي جوارحه وسلوكياته, والذي يصوم ولا يصلي يصوم صيام عادة, وليس عبادة من أجل ألا يقول الناس أن فلانا لا يصوم, ويتهم في نظر الناس, وتنقص قيمته وسط المجتمع, وعلينا أن نرهف السمع إلي نداء رسول الله صلي الله عليه وسلم قبيل رمضان, حتي نتهيأ لذلك الشهر الكريم, ونتعرف علي معالم عظمة هذا الشهر, ونقف علي ما أعده الله لعباده الصائمين, ففي حديث رواه ابن خزيمة والبيهقي وابن حبان عن سلمان رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر, جعل الله تعالي صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا, من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدي فريضة فيما سواه ومن أدي فريضة فيه كان كمن أدي سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة, وشهر المواساة وشهر يزداد رزق المؤمن فيه, من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء, قالوا يا رسول الله أليس كلنا لا يجد ما يفطر الصائم؟! فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يعطي الله عز وجل هذا الثواب من فطر صائما علي تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن, وهذا شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار, فمن خفف عن مملوكه فيه غفر الله تعالي له وأعتقه من النار, استكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم عز وجل وخصلتين لا غني لكم عنهما, أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم عز وجل فشهادة أن لا إله إلا الله وأن تستغفروه, وأما الخصلتان اللتان لا غني لكم عنهما فتسألون الله تعالي الجنة وتعوذون به من النار,, ومن سقي صائما سقاه الله تعالي من حوضي شربة لا يظمأ حتي يدخل الجنة, ويشير الدكتور نصر فريد واصل إلي أن هذه الخطبة الجامعة لا تحتاج إلي تعليق, فهي واضحة المعني, جلية الأسلوب, استوعبت كل ما يمكن أن يوجه إلي المسلمين لاستقبال شهر رمضان, والتهيؤ لهذه العبادة الروحية السامية, وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: كل عمل ابن آدم يضاعف, الحسنة عشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف, قال الله عز وجل إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به, يدع شهوته وطعامه من أجلي, للصائم فرحتان فرحة عند فطره, وفرحة عند لقاء ربه, ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك, ويكون نوم الصائم بغيضا إذا شغله عن العمل, فآثر النوم وأغلق باب محله الذي يأتيه الرزق منه, أو أعطي نفسه إجازة في رمضان لكي يتسني له الصوم من خلال نوم النهار واليقظة بالليل من أجل مشاهدة المسلسلات التي يقال عنها رمضانية فيعطل رزقه,ويعطل مصالح الناس الذين هم في حاجة إليه,وكل تلك الممارسات الخاطئة تتعارض مع شهر العبادة والعمل. |
|
|