#1
|
|||
|
|||
{{ رسالة إلى متساهل في طلب الديون}}
{{ رسالة إلى متساهل في طلب الديون}} ((للأمانة..الكاتب** شبكة الرسائل الدعوية)) أخي العزيز: سلام الله عليك ورحمته وبركاته أخي الكريم: أرسل إليك سلامي يتبعه احترامي وتقديري، وكلي أمل أن تكون بخير وعافية. شاعت عند الناس مقولةٌ تُعدّ كالحكمة وهي قولهم: الدَّيْن همٌّ بالليل وذلٌ بالنهار، وصدق من قالها فقد تعوذ نبينا صلى الله عليه وسلم من الدَّيْن: (اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزن … ومن غلبة الدَّيْن وقهر الرجال ) فنعوّذْ أخي بالله من الدَّيْن، وإني عليك مشفق، ولك محب، فكم من مرة رأيتك أو سمعت أنك تطلب مالاً من غيرك وفي نفس الوقت أراك بطيءَ السداد، وكأن الأمر لا يعنيك كثيراً، ألم تعلم ـ بارك الله فيك ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يُغفر للشهيد كل ذنبٍ إلا الدَّيْن ) ودعا على من أخذ أموال الناس وهو يريد إتلافها أن يتلفَه الله فقال صلى الله عليه وسلم: (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله). وإني لأدعوك في سطور رسالتي إلى التريث قليلاً قبل طلب الناس؛ سل نفسك لماذا أطلب؟! ثم سلها ثانية كيف السداد؟ وإياك أن تَعِد بالسداد ثم لا تفي، وأنت تعلم من نفسك عدم القدرة على السداد. أخي الغالي: إن الله قسم بين العباد أرزاقهم وهو العليم الحكيم {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم ْبَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون} وعلى العبد أن يرضى بِقَسْم الله له، ثم انظر أخي في أمور دنياك دائماً إلى من هو دونك؛ فستجد المعدوم الذي لا يجد لقمة العيش، وأنت خير منه قد يسّر الله لك قوت يومك، فاحمد الله على نعمه، قال صلى الله عليه وسلم: (من أصبح آمنا في سربه، معافاً في بدنه، عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا) فاللهم ارزقنا القناعة بما رزقتنا. ووالله إني لأرتعش من الدَّيْن خوفًا من موقفٍ سمعته عن رسولنا الكريم صلواتي ربي وسلامه عليه، ذلك أنه لم يصلِّ على رجل كان عليه ديناران وانصرف عنه، حتى تحملها الصحابي أبو قتادة عنه… ولما أصبح سأل أبا قتادة: أقضيت الدينارين فعندما قضاهما قال صلى الله عليه وسلم ( الآن بردت جلدته ). فقلت: يا الله ألهذه الدرجة الدَّيْن عظيم شأنه ؟! أخي الكريم: إن تدبير المعيشة والتصرف الحسن والعفة عن السؤال خير والله من الاستدانة، والعاقل اللبيب هو الذي يستعين بالله تعالى على أموره كلها ولا يلجأ إلى الدَّيْن ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، وقد أمر الله عباده أن يراعوا نفقاتهم فيما يرزقهم الله تعالى إياه {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً } ثم إذا لجأتَ واضطررتَ إلى الاستدانة فكن عازمًا على السداد، فإن الله مطلع على السرائر، وإني أوصيك في نهاية رسالتي بأن تلجأ إلى الله تعالى فهو الذي بيده خزائن السماوات والأرض، وهو سبحانه الكريم الجواد، ومهما طلبت فلن ينقص ملكه، فكم نحن نغفل عندما نلجأ إلى الناس وننسى الرب الكريم! {قُلْ لَوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإِنْسَانُ قَتُورًا} أسأل الله أن يقضي عنك دينك، ويغنيك بحلاله عن حرامه، وبطاعته عن معصيته، وبفضله عمن سواه والسلام. |
|
|