إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-22-2017, 10:18 AM
belkacem-1017 belkacem-1017 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
المشاركات: 5,676
معدل تقييم المستوى: 14
belkacem-1017 is on a distinguished road
Thumbs down تلاوة القران الكريم









معنى التلاوة: الاتباع؛ قال تعالى: ﴿ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا ﴾ أي تبعها. وفلان يصلِّي ويتلِّي: إذا أتبع المكتوبة النافلة، ويقال: تلوت الأبل: طردتها لأن الطارد يتبع المطرودغير أن المقصود هنا هو تلاوة آيات القرآن وكلماته، وسمى تالي القرآن تاليًا لأنه يتبع بعض الحروف وبعضًا، لا يخرجها جملة واحدة، بل يتبع بعضها بعضًا مرتبة، كلما انقضى حرف أو كلمة اتبعه بحرف آخر وكلمة أخرى، فالتلاوة هنا هي قراءة القرآن الكريم، وإذا قرئ وجب السماع واستحضار القلب وإلقاء السمع وترك الانشغال بشيء آخر، وذلك لحصول الفائدة واستنزال الرحمة؛ قال تعالى ﴿ وَإِذَا قُرِئَ القُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ ، ومع نزول الرحمة عند تلاوة القرآن وسماعه يزداد الإيمان لتأثره بألفاظه ووقع معانيه لأنه كلام الله المعجز؛ أصدق الكلام، وأحسن الحديث الذي لو أنزل على الجبال لخشعت وتصدعت: قال تعالى ﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا القُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ ، وإنما تحصل زيادة الإيمان والخشوع بالتدبر عند التلاوة، أما تلاوة ألفاظ القرآن بلا تدبر ولا تفهم ولا يحقق المقصود الأول وهو العمل بالقرآن بعد فهمه وتدبره ومعرفة أحكامه، وقد قال ابن القيم (إن قراءة آية واحدة بتدبر وتفهم خير من قراءة القرآن كله بغير تفهم ولا تدبر)، ويقول (فحقيقة التلاوة هي التلاوة المطلقة التامة، وهي تلاوة اللفظ والمعنى؛ فتلاوة اللفظ جزء من مسمى التلاوة المطلقة، وحقيقة التلاوة إنما هي الاتباع، يقال: اتل أثر فلان، وتلوت أثره.. ويقال: جاء قوم يتلو بعضهم بعضًا، أي يتبع بعضهم بعضًا، وسمى تالي الكلام تاليًا لأنه يتبع بعض الحروف بعضًا لا يخرجها جملة واحدة، بل يتبع بعضها بعضًا مرتبة، كلما انقضى حرف أو كلمة أتبعه بحرف آخر وكلمة أخرى، وهذه التلاوة وسيلة وطريقة، والمقصود التلاوة الحقيقية، وهي تلاوة المعنى واتباعه تصديقًا بخبره وائتمارًا بأمره، وانتهاءً بنهيه، وائتمامًا به حيث ما قادك أنقدت معه)



ولكي تتحقق الفائدة، وهي الانتفاع بتلاوة القرآن وزيادة الإيمان، لا بد من حضور القلب والعقل؛ قال تعالى ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37] ، يقول ابن القيم: (إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه وألق سمعك، وأحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه (الضمير يعود إلى الله) إليه (الضمير يعود إلى المخاطب)؛ فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله، قال تعالى ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ وذلك أن تمام التأثير لما كان موقوفًا على مؤثر مقتض ومحل قابل وشرط لحصول الأثر وانتفاء المانع الذي يمنع منه، تضمنت الآية بيان ذلك كله؛ فقوله ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى ﴾ إشارة إلى ما تقدم من السورة، وهذا هو المؤثر، وقوله ﴿ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ﴾ فهذا هو المحل القابل، والمراد به القلب الحي الذي يعقل عن الله، كما قال تعالى ﴿ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ * لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًا.. ﴾ أي حي القلب. وقوله ﴿ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ ﴾ أي وجه سمعه وأصغى حاسة سمعه إلى ما يقال له، وهذا شرط التأثر بالكلام. وقوله ﴿ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ أي شاهد القلب حاضر غير غائب) ؛ فالمؤثر هو القرآن - تلاوته وسماعه وتدبره- والمحل القابل هو القلب الحي (بالإيمان)، والشرط هو الإصغاء وانتقاء المانع وهو اشتغال القلب وانصرافه، عند ذلك تتحقق زيادة الإيمان، وزيادته لا حد لها وكذلك آثار تلك؛ وهو أن يحدث البكاء، وتقشعر الجلود، قال تعالى: ﴿ قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴾ ، وقال تعالى: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾


وقوله تعالى ﴿ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا ﴾ دليل على زيادة الإيمان بفعل الطاعات، وتلاوة القرآن الكريم من أفضل القربات وخير ما ينشغل به العبد آناء الليل وآناء النهار لتتحقق زيادة الإيمان حتى يكون كالجبال الرواسي؛ وقوة الإيمان أحد أسباب النصر والتمكين، واستجلاب معية الله تعالى وتأييده؛ فالله عز وجل لا يؤيد ولا ينصر إلا من تحقق فيهم الإيمان الحق، وقد وعد الله تعالى بذلك فقال ﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ﴾ ، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ ﴾ ، وقد تحقق ذلك في "بدر" بفضل الله عز وجل.


المصدر / الالوكه




رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir