العودة   dzpros > القسم العام > المنتدى الاسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-10-2017, 08:56 AM
belkacem-1017 belkacem-1017 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
المشاركات: 5,676
معدل تقييم المستوى: 14
belkacem-1017 is on a distinguished road
Thumbs down صلاح الأبناء في الدين الإسلامي






الذي يرضى عن أمر الله وعن قضاء الله فسيرضيه الله في دنياه ويرضيه الله في أخراه والذي يسخط لا يعبأ به الله يمشي في أودية الهموم أو تقتله الهموم والغموم أو يهلك مع الهالكين في الأفكار والشواغل الدنيوية أو تحرمه هذه الأشياء من المتع النورانية ومن الهناءة الروحانية عندما يناجي الله

كل هذه الأمور تحدث له وأكثر ولا يهتم به الله لأنه لم يرض بأمر الله لكن المؤمنين {رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} البينة8

لأنهم رضوا عن أمر الله وتقدير الله فكان جزاؤهم أن رضي عنهم الله فسيدنا إبراهيم رضي وعلم زوجته الرضا حتى أنه تركها وليس معها إلا جراب بسيط فيه بضع تمرات وآخر بسيط فيه جرعة ماء فنظرت إليه وقالت يا إبراهيم لمن تتركنا ها هنا؟ فلم يجبها وآثر الصمت والسكوت

فكررت القول يا إبراهيم لمن تتركنا ها هنا؟ فلم يلتفت ولم يرد فقالت: أألله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذاً لا يضيعنا لأنها على يقين أن الرزاق هو الله - فالمرأة التي قال لها جيرانها في وداع زوجها مسافراً لمن يتركك؟ قالت لهم: زوجي مُذْ عرفته أكال والرزاق هو الله يذهب الأكال ويبقى الرزاق

لما اطمأنت السيدة هاجر ورضيت وسلمت لأمر الله فرح إبراهيم ودعا لها الجليل وقال كما سمعنا جميعاً في محكم التنزيل {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} إبراهيم37


دعا وهو راضٍ فلباه الله وأجابه الله وزاده الله من فضله وكرمه لأنه راضٍ عن أمر الله وعن حكم الله لم يَدع لهم في البداية بالأرزاق والأقوات والخيرات والأموال لأنه يعرف أن هذه الأشياء مضمونة ويعلم أن هذه الأشياء لو جاءت إلى قوم غير مسلمين فستكون وبالاً عليهم في الدنيا وطامة عظمى يوم لقاء رب العالمين

ربما يدعو لهم بالأموال فتأتي الأموال لكن لا يوفقون في كيفية الإنفاق التي ترضي الله ولا كيفية تحصيلها بحيث لا يتجنبون غضب وسخط الله فيكون المال في هذا الوقت يميل بهم إلى غضب الله في الدنيا ويميل بهم إلى جهنم وبئس القرار

لكن المرء العاقل يفعل كما فعل الخليل يدعو الله لأبنائه بإقامة الصلاة ويركز عليها فأول ما بدأ هذا الدعاء قال فيه {رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ} ثم عاد إلى تكراره في آخر الدعاء حيث قال {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي} إبراهيم40


فكرر مرة ثانية دعوة الإقامة لماذا؟

لأنه قانون الله الذي حكم به في كتاب الله فالذي يخاف على أولاده من بعده ويخشى عليهم أن يتعبوا أو يجوعوا أو لا يجدوا موضعاً يسكنون فيه ولا أموالاً للزواج ولا عمل يتكسبون منه ماذا يفعل يا رب؟ لا يوجد هيئة تأمين ومعاشات والتأمين على الحياة لكن واهب الحياة وصانع الحياة ومدبر أمور الحياة قال للمؤمنين الذين يحرصون على أبنائهم بعد انتقالهم من هذه الحياة {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ} ماذا يفعلوا يا رب؟

{فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً} النساء 9

أمرين اثنين يتقوا الله ويقولوا الأقوال السديدة التي تسدد لهم في خانات حسناتهم وفي صحف إيمانهم حتى تنتفع بها ذرياتهم بعد مماتهم إذاً الأمر على عكس ما يقول الناس فالذي ينفع الأبناء على التحقيق ليست وديعة البنوك ولكن الوديعة التي ادخرتها عند ملك الملوك

حتى أن الله سخر نبياً من أولي العزم وولياً من كُمل الأولياء من أجل بناء الجدار فالولي يبني ومعه المسطرين والنبي يصنع المونة ويناولها له ويناول معها الطوب لهذا الولي مع أن هذه البلدة لم يَدْعهم أحد من أهلها حتى لشربة ماء أو فنجان قهوة أو كوب شاي ولما قال سيدنا موسى كيف نعمل لأناس لم يضيّفنا منهم أحد؟ أجابه نحن مكلفين بهذا العمل من الله لأجل هذين الغلامين {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا} الكهف82

أبوهم هذا كان الجد السابع وليس الأب المباشر ولا الذي بعده ولكن الجد السابع كان صالحاً فنفع الله به ذريته من بعده وسخر لهم رسولاً وولياً ليقيما الجدار وليحفظ هذا الكنز حتى يبلغ الصبيان فضلاً من الله ونعمة

فسيدنا إبراهيم علّمنا هذا الدرس بأننا ندعو لهم بالصلاح ونهتم في أمرهم بأمر الله ونسوقهم إلى الطاعات ونعرفهم التشريعات ونبين لهم أحكام كتاب الله ونوضح لهم سنة سيدنا ومولانا رسول الله ثم نطمئن إلى أن عناية الله لن تتخلف عنهم طرفة عين ولذا ضرب الله لنا مثلاً مع إبراهيم عليه السلام

بعضنا يشككه القوم في هذه الأمور ويقولون له كيف تأتي تقوى الله بالأرزاق؟ وكيف تأتي الحسنات بالخيرات مع أن الله أبرم هذا الأمر فقال {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (2- 3الطلاق)

حتى لا يفكر بأن الحسبة التي حسبها أو الرصيد الذي تركه في البنك أو في الأرض أو في التجارة هي التي تنفعه فذلك كله يقول فيه القائل

ما بين طرفة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلى حال

ولكي يزيدنا الله يقيناً ذكر لنا ما فعله مع الخليل ومع زوجة الخليل وابنها فقد بعث لهم الماء وأرسل لهم الناس وهيئ لهم الجيران الذين يزورونهم ويودونهم من كل أنحاء العالم إلى يوم القيامة وصدق الله إذ يقول {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} طه132





رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir