#1
|
|||
|
|||
دخول الجنة ليس حقا لك بل فضل من الله تعالى .. !
دخول الجنة ليس حقا لك بل فضل من الله تعالى .. ! {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، الباء هنا باء السببية وليست باء الثمن، وباء الثمن منفيةٌ في الحديث الصحيح قال النبي: «لا يدخل أحد الجنة بعمله، قالوا: حتى أنت يا رسول الله قال: حتى أنا، إلا إن تغمدني -الله سبحانه وتعالى- برحمةٍ منه وفضل»، أي أعمال العباد ليست أثمانًا للجنة، ما هي حتى تكون أثمانًا للجنة؟ الجنة: سلعة الله الغالية، لا ثمن لها، أعمالنا لا تقوى أن تكون أثمانًا، بمعنى من منع الثمن فهو ظالم، لأن الثمن حقٌ للبائع. ولكن الباء الموجودة المذكورة في القرآن في عدة مواضع، هي باء السبب، أعمالنا أسباب لدخول الجنة وليست أثمانًا، فهذه مسألة مهمّة يجب أن يفرق طلاب العلم بين باء الثمن المنفية في الحديث، وباء السبب المثبتة في القرآن. بمعنى الله–سبحانه وتعالى – تفضلًا منه خلق العباد ووفق من وفق إلى الأعمال، فقبل منهم تلك الأعمال فجعلها فضلًا منه ورحمةً أسبابًا لدخول الجنة. إذًا فهو الخالق للأسباب وهو الذي تقبل تلك الأسباب، وهو الذي جعلها أسبابًا لدخول الجنة حكمةً منه-سبحانه وتعالى-، رجع الأمر كله إلى الله إذًا إنما يدخل العباد الجنة برحمة من الله وفضله، لا بأعمالهم، أعمالهم قد تقبل وقد تُرد إن قبل أعمالهم الرب–سبحانه وتعالى – ذلك فضل، وإذا أدخلهم الجنة بتلك الأعمال ذلك فضلٌ أيضًا، وإن رد الأعمال فذلك عدل ليس بظلم لأن الله-سبحانه وتعالى- لا يظلم أبد بل لا يريد حتى الظلم، حتى الإرادة ولا يتصور الظلم في حقه، لأن الظالم من منعك حقك الذي تستحقه. دخول الجنة ليس حقا لك، قبول الأعمال ليس حقا لك، هو الذي وفقك إن شاء قبل وإن شاء رد إن قبل ففضلٌ وإن رد فعدلٌ فالعباد يدورون بين الفضل والعدل ولا ظلم هناك أبدًا، {جزاءً بما كانوا يعملون} ◄ [الإمام محمد أمان الجامي - رحمه الله - ( شرح قرة عيون الموحدين ش11 ) ] •┈┈┈┈┈┈┈┈• |
|
|