العودة   dzpros > القسم العام > المنتدى الاسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-11-2017, 10:26 AM
belkacem-1017 belkacem-1017 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
المشاركات: 5,676
معدل تقييم المستوى: 14
belkacem-1017 is on a distinguished road
Thumbs down القلب السليم











قال عز وجل : يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنوْنٌ * إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَليْمٍ [ الشعراء : 88-89 ].
فلا القول ينفع ، ولا العمل يشفع ، بل سلامة القلب هي أصل كل نجاة ؛ كما أن فساده أصل كل بلية ، لكن ما هو القلب السليم؟!
والجواب : هو القلب الذي سلم من كل شيء إلا من عبوديته لربه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " فالقلب السليم المحمود هو الذي يريد الخير لا الشر ، وكمال ذلك بأن يعرف الخير والشر ؛ فأما من لا يعرف الشر فذاك نقص فيه لا يُمدح به " .



وتأمل كيف جعل الله المال والبنون بمعنى الغنى ، كأن المعنى : يوم لا ينفع أحد غناه إلا غنى من أتى الله بقلب سليم ؛ لأن غنى الرجل الحقيقي هو في دينه بسلامة قلبه كما أن غناه فى دنياه بماله وولده ، وعلى هذا يكون من معاني القلب السليم أي من فتنة المال والبنين.

لكن تلميذا نجيبا من تلامذة ابن تيمية أفاض في شرح معنى القلب السليم ؛ يبغي بذلك إزالة أي لبس أو غموض حتى يسهل الوصول إلى المراد ،

قال الإمام ابن القيِّم [ ت : 751 ] :
" والقلب السليم هو الذى سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرياسة ، فسلم من كل آفة تبعده من الله ، وسلم من كل شبهة تعارض خبره ، ومن كل شهوة تعارض أمره ، وسلم من كل إرادة تزاحم مراده ، وسلم من كل قاطع يقطعه عن الله ، فهذا القلب السليم فى جنة معجلة فى الدنيا ، وفى جنة فى البرزخ ، وفى جنة يوم المعاد ، ولا يتم له سلامته مطلقا حتى يسلم من خمسة أشياء : من شرك يناقض التوحيد ، وبدعة تخالف السنة ، وشهوة تخالف الأمر ، وغفلة تناقض الذكر ، وهوى يناقض التجريد والاخلاص ، وهذه الخمسة حجب عن الله " .

وفي آية سورة ق :

هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ [ ق : 32-33 ].

وتأمل قوله تعالى في الشعراء : أَتَى ، وفي ق : جَاءَ ، وكأن المعنى الذي يريد أن يوصله لك ربك : ائتني بقلب سليم وجئني بقلب منيب تنجُ من عذابي وتنل رضائي ، فأنت يا أخي وحدك الذي تملك أن تأتي بهذا القلب وليس أحد غيرك.

وفي المقابل قد يدخل عبد النار بسبب قلب كما قال تعالى :

وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا [ الأعراف : 179 ].

بل إن حال العبد في قبره ما هو إلا انعكاس لحال قلبه في الدنيا كما قرَّر ذلك ابن القيم وهو يزيدنا في كتابه زاد المعاد :

" فحال العبد في القبر كحال القلب في الصدر نعيما وعذابا وسجنا وانطلاقا " .




رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir