#1
|
|||
|
|||
ما حالك مع القرآن ؟!
إن القرآن الكريم هو كلام الله - تبارك وتعالى - نزل به خير الملائكة.. على خير الرسل.. لنكون به خير الأمم.. فهو خيار من خيار.. أجمَلَ الله فيه أحكام الدين.. وضروريات الشرع.. وقصص الأمم الغابرة.. وحكايات أنبيائه الصالحين مع أقوامهم.. وما إلى ذلك مما احتواه هذا الكتاب العظيم ((وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ))[الزمر:27]. لذا فقد وصفه الله - تبارك وتعالى - بعدة أوصاف منها: حكيم، كريم، مبين، عظيم..كل هذا إلى غيره مما عجز يراعي أن يسطره.. وأبى بياني أن يصوغه؛ لما احتوته دفتي هذا الكتاب المبين.. فهو لعظمته ألجم الخطباء.. وأخرس الحكماء.. وأسكت العقلاء.. وبهر العالمين أجمعين.. ((قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ))[الإسراء:88].. فلله دره ما أعظمه !! وما أبلغه !! ولكن المشكلة هي انصراف شبابنا عن هذا الكتاب تلاوةً و حفظاً و فهماً و مدارسةً و تفسيراً.. حتى إنك لتجد الشاب ينشط في تقديم البرامج المتنوعة وإعدادها وتجهيزها والإفادة منها؛ ولكنه قد قصَّر تقصيراً بالغاً في حق كتاب الله تعالى، لا يبالي بالنقص فيه ولا بتأثير غيره عليه، فالله تعالى وحده المستعان وعليه التكلان.. فأقول - أيها الحبيب - لعل ذلك ما هو إلا نتيجة واضحة للعولمة المزعومة.. والأمركة المقيتة.. تلك الثقافة التي أبعدتنا عن كتاب ربنا - لا بارك الله فيها من ثقافة..!! تلك الكذبة الملفقة التي أمرُّوها من تحت أقدامنا مع جملة سيل الكذبات التي يضربون على أوتارها دائماً.. ولعلي لا أعمم هذا الحكم على جميع الشباب ففيهم من النماذج الرائعة ما يحق لنا أن نفخر بهم، ونرفع رؤوسنا عاليةً إشادة بما قدموا؛ فبارك الله فيهم أجمعين.. ما حالك مع القرآن ؟! سؤال جاد يطرح نفسه على كل شابٍ من شباب صحوتنا المباركة.. يريد جواباً يشفي العليل، ويروي الغليل، يا شباب: والله لن نرتقي ولن نتقدم.. ولن يسطر التاريخ أمجادنا بمداد من ذهب؛ ونحن قد خلفنا كتاب الله وراء ظهورنا.. ((إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ))[الإسراء:9]، فالمحكَّ الحقيقي هو علاقتك بكتاب ربك: خلق الله للحروب رجالاً ورجالاً لقصعة وثريدِ ومضة: قال ليون [ أحد المستشرقين ]: حسْب القرآن جلالاً و مجداً أن الأربعة عشر قرناً التي مرت عليه؛ لم تستطع أن تجفف ولو بعض الشيء من أسلوبه الذي لا يزال غضاً كأن عهده بالوجود أمس. |
|
|