#1
|
|||
|
|||
تحريم الاختلاط
الاختلاط هو اجتماع الرجال والنساء غير المحارم في مكان واحد، يمكنهم فيه الاتصال فيما بينهم بالنظر أو الإشارة أو الكلام أو البدن من غير حائل أو مانع يرفع الريبة والفساد. والعفة حجاب يمزقه الاختلاط، وقد حرَّم الإسلام الاختلاط، والأدلة على ذلك كثيرة، نكتفي منها بآية وحديث لبيان المقصود ولعدم الإطالة: قال تعالى: وَإذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب: 53]. وهذا النداء لرجال الصدر الأول من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ممن لا تتطاول إليهم الأعناق، أنهم إذا سألوا أمهات المؤمنين الطاهرات العفيفات أن يسألوهن من وراء حجاب بلا اختلاط. ثم يأتي النبي بعد ذلك ليبين ويشرع لنا عدم الاختلاط، وأن هذا الأمر غير جائز حتى في دور العبادة، وهي أطهر بقاع الأرض مع أطهر قلوب وذلك لأداء أشرف العبادات. فقد أخرج أبو داود عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بنى المسجد جعل بابًا للنساء وقال: لا يلج من هذا الباب من الرجال أحد". وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها". وعند البخاري من حديث أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: "إن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كنَّ إذا سلمن قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن صلى من الرجال ما شاء الله فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال". قال الحافظ رحمه الله: في الحديث كراهة مخالطة الرجال للنساء في الطرقات فضلًا عن البيوت. فانظروا أيها الأحبة: كيف كانت سنة المباعدة بين الرجال والنساء، وهم في أشرف مكان - وهو المسجد -، وأشرف عبادة - وهي الصلاة -، وأشرف قلوب - قلوب الصحابة -، وأشرف زمان - زمان النبي صلى الله عليه وسلم - فكيف بنا والاختلاط يكون في أماكن اللهو مع خراب الذمم، وقلة التقوى ورقة الدين وانتشار الفساد. |
|
|