#1
|
|||
|
|||
من الأصول العظيمة في الاسلام معرفة الله
من الأصول العظيمة في الاسلام معرفة الله الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما ووسع كل شيء حفظا ، يا من هو المحيط الجامع والنور الساطع ، لك الملك ولك الحمد حمدا كثيرا متواترا ونسبحك تسبيحا يليق بجلال سبحات وجهك الكريم واسمك العظيم . من الأصول العظيمة في الأسلام معرفة الله عز وجل، وهو سر عظيم تقصر فيه الأفهام وتعجز الأوهام عن كيفيته ، وكيف للعباد المخلوقين وهم متسمون بضعف الادراك والاحاطة أن يعلموا حقيقة من أوجدهم ، ولكن سبحان من بصرهم بنور القلب والايمان ، و أنطقهم بلسان الذكر فأوصلهم الى ملك وجنان . قال سفيان بن عيينة : ما أنعم الله على العباد نعمة أفضل من أن عرفهم لا إلاه إلا الله وأن لا إلاه إلا الله في الآخرة كالماء في الدنيا . وقال سهل بن عبد الله التستري : ما طلعت شمس ولا غربت على أهل الأرض الا وهم جهال بالله الا من يؤثر الله على نفسه وزوجه ودنياه وآخرته ، وقال : ان الله مطلع على القلوب في ساعات الليل و النهار فأيما قلب رأى فيه حاجة الى سواه سلط عليه ابليس ، وسئل عن ذات الله عز وجل فقال: ذات موصوفة بالعلم غير مدركة بالأحاطة ولا مرئية بالأبصار في دار الدنيا وهي موجودة بحقائق الأيمان من غير حد ولا حلول وتراه العين في العقبى ظاهرا في ملكه وقدرته ، وقد حجب سبحانه وتعالى الخلق عن معرفة كنه ذاته ودلهم عليه بآياته ، فالقلوب تعرفه و الأبصار لا تدركه ينظر اليه المؤمنون بالأبصار من غير احاطة ولا ادراك نهاية وكان يقول رحمه الله ان الله تعالى خلق الخلق ولم يحجبهم عنه وانما جاءهم الحجاب من تدبيرهم واختيارهم مع الله تعالى وذلك هو الذي كدر على الخلق عيشهم. ومعرفة الله نور وأنوار زكية ،فما أعظمه من نور ،وما أعظم قلب عبد مؤمن أسكنه الله نورا من معرفته ولاشيء أحبابي في الله أعظم وأجل من هذا النور ،فسبحان من أكسى قلوب عباده بالنور فأحبوه بعدما أحيا قلوبهم ،فما أجلك يا رب وأنت المنعم على عبادك المؤمنين والمحسنين وما أعزك وأنت القائل في محكم كتابك ونورك المبين ( أومن كان ميتا فأحييناه ) الأنعام. فمعرفة الله عز وجل نور أسكنه الله تعالى قلب من أحبه من عباده ،قال الحبيب المصطفى (ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا ، وبالاسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ) أخرجه الامام أحمد في مسنده . جاء في شرح الحديث أي رضيت واكتفيت به ولم أطلب معه غيره . وهذه المعرفة أحبتي في الله تتجلى في قرب القلب الى القريب فوجدت بذلك لذائذ القرب والأنس والود ووالله لو علمها سفهاء الناس لقاتلونا عليها بالسيوف. فيا احبابي في الله والله لو عرف الخلق الله تعالى ربهم حق معرفة لعلموا العلم الذي ليس بعده جهل ولزالت الجبال بدعائهم. فطوبى لمن كساه الله تعالى بنور معرفته ومحبته فأشرق قلبه بالنور ، قال أحد الصالحين الخوف نار في نور والرجاء نور في نار والمعرفة نور في نور ، ألهمنا الله تعالى طاعته وتقواه ومعرفته ومحبته ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. المشكاة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|