#1
|
|||
|
|||
الآمنون من سؤال القبر
1- من مات مُرابِطًا في سبيل الله: أخرج مسلمٌ في «صحيحه»: كتاب الإمارة: باب فضل الرباط في سبيل الله: برقم (4938) عن سلمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأُجري عليه رزقُه، وأَمِنَ الفَتّان». قال الإمام النووي في «شرحه» 4/1994: قوله - صلى الله عليه وسلم -: «أمن الفتان». ضبطوا «أمن» بوجهين: أحدهما: «أمِنَ» بفتح الهمزة وكسر الميم من غير واو، والثاني «أُومن» بضم الهمزة وبواو. وأما «الفتان» فقال القاضي: رواية الأكثرين بضم الفاء جمع «فاتن» قال: ورواية الطبري بالفتح، وفي رواية أبي داود في «سننه»: «أومن من فتاني القبر». قلت: أما رواية أبي داود فهي لحديثِ فضالة بن عبيد الآتية، لا لحديث سلمان كما يُوهم السياق. وأخرج حديث سلمانَ الترمذيُّ - وحسّنَهُ - في «جامعه»: أبواب فضائل الجهاد: ما جاء في فضل المرابط: برقم (1665): مر سلمان الفارسي بشرحبيل بن السمط وهو في مرابط له وقد شقّ عليه وعلى أصحابه قال: ألا أحدثك - يا ابن السمط - بحديث سمعتُهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: بلى! قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «رباط يوم في سبيل الله أفضل» - وربما قال: «خير» - «من صيام شهر وقيامه، ومن مات فيه وقي فتنة القبر، ونُمي له عمله إلى يوم القيامة». وأخرجه أحمد في مواضع منها برقم (23728). وأخرج أبو داود في «سننه»: كتاب الجهاد: باب في فضل الرباط: برقم (2500) عن فضالة بن عبيد أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «كلّ الميّت يُختَمُ على عمله إلا المرابِط؛ فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمَّنُ من فَتّان القبر». وأخرجه الترمذي في «جامعه»: أبواب فضائل الجهاد: باب ما جاء في فضل من مات مرابطًا: برقم (1621): «كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطًا في سبيل الله، فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن من فتنة القبر». قال أبو عيسى: وفي الباب عن عقبة بن عامر وجابر، وحديثُ فضالة حديث حسن صحيح. وأخرج ابن ماجه في «سننه»: أبواب الجهاد: باب فضل الرباط في سبيل الله: برقم (2767) عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من مات مرابطًا في سبيل الله أجرى عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل، وأجرى عليه رزقه، وأمن من الفتان، وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع». 2- الشهيد في سبيل الله: أخرج النسائي في «المجتبى»: كتاب الجنائز: الشهيد: برقم (2055) عن راشد بن سعد، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رجلًا قال: يا رسول الله، ما بال المؤمنين يُفتَنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: «كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة». وأخرج الترمذي في «جامعه»: أبواب فضل الجهاد: باب في ثواب الشهيد: برقم (1663) عن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويُجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقارِ الياقوتةُ منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه». قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب. ورواه ابن ماجه: أبواب الجهاد: باب فضل الشهادة في سبيل الله: برقم (2799) ولفظه: «للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه». والعدد في الروايتين مخالفٌ للستة، فهو عند الأول سبعة، وعند الثاني ثمانية! وكذا العدد في ما أخرجه أحمد في «مسنده» برقم (17182). 3- من داوم على قراءة سورة الملك كلّ ليلة أخرج الترمذي في «جامعه»: أبواب فضائل القرآن: باب ما جاء في فضل سورة الملك: برقم (2890) عن ابن عباس قال: ضرب بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - خباءه على قبر - وهو لا يحسب أنه قبر - فإذا فيه إنسان يقرأ سورة ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ [الملك: 1] حتى ختمها، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إني ضربت خبائي على قبر - وأنا لا أحسب أنه قبر - فإذا فيه إنسان يقرأ سورة تبارك الملك حتى ختمها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هي المانعة، هي المنجية، تُنجيه من عذاب القبر». قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وفي الباب عن أبي هريرة. ثم ساق برقم (2891) حديث أبي هريرة برقم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن سورة من القرآن - ثلاثون آية - شفعت لرجل حتى غفر له، وهي سورة ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ [الملك: 2]. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. 4- من قتَلَهُ بطنُهُ: أخرج النسائي في «المجتبى»: كتاب الجنائز: من قتله بطنه: برقم (2054) عن عبد الله بن يسارٍ قال: كنت جالسًا وسليمان بن صرد وخالد بن عرفطة فذكروا أن رجلًا توفي مات ببطنه، فإذا هما يشتهيان أن يكونا شهدا جنازته، فقال أحدهما للآخر: ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره»؟ فقال الآخر: بلى! وأخرجه أحمد في «المسند» برقم (18310). 5- من مات يوم الجمعة أو ليلتها وأخرج الترمذي في «جامعه»: أبواب الجنائز: باب ما جاء في من يموت يوم الجمعة: برقم (1074): عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مسلم يموت يوم الجمعة - أو ليلة الجمعة - إلا وقاه الله فتنة القبر». قال أبو عيسى: هذا حديث غريب. قال: وهذا حديث ليس إسناده بمتصل؛ ربيعة بن سيف إنما يروي عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، ولا نعرف لربيعة بن سيف سماعًا من عبد الله بن عمرو. وقد بيّنت اتصال روايته رواية الحكيم الترمذي في «نوادر الأصول» (1514)؛ إذ رواه عن ربيعة بن سيف الإسكندراني، عن عياض بن عقبة الفهري، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: « من مات يوم الجمعة - أو ليلة الجمعة - وقاه الله فتنة القبر. وأخرج أبو نعيم في «حلية الأولياء» 3/155- 156. بإسناده عمر بن موسى الوجيه، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من مات يوم الجمعة - أو ليلة الجمعة - أجير من عذاب القبر، وجاء يوم القيامة عليه طابع الشهداء». ثم قال: غريب من حديث جابر ومحمد، تفرد به عمر بن موسى، وهو مدنيٌّ فيه لين. أسأل الله تعالى بمنّه وكرمه لي وللمسلمين حسن الختام، والوفاةَ على الإيمان، والإكرام بالشهادة في سبيل الله، والأمنَ من عذاب القبر وعذاب الآخرة، إنه غفور رحيم، جواد كريم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|