|
#1
|
|||
|
|||
الرجوع للحق فضيلة ومن سمات السلف
الرجوع للحق فضيلة ومن سمات السلف ✋️قال الشيخ العثيمين رحمه الله: والواجب أن يرجع الإنسان للحق حيثما وجده، حتى لو خالف قوله فليرجع إليه، فإن هذا أعز له عند الله، وأعز له عند الناس، وأسلم لذمته وأبرأ ولا يضره. فلا تظن أنك إذا رجعت عن قولك إلى الصواب أن ذلك يضع منزلتك عند الناس؛ بل هذا يرفع منزلتك، ويعرف الناس أنك لا تتّبع إلى الحق، ⛔️ أماّ الذي يعاند ويبقى على ما هو عليه ويرد الحق، فهذا متكبر والعياذ بالله. ⛔️ وهذا الثاني يقع من بعض الناس والعياذ بالله حتى من طلبة العلم، يتبيّن له بعد المناقشة وجه الصواب وأن الصواب خلاف ما قاله بالأمس، ولكنه يبقى على رأيه، يملي عليه الشيطان أنه إذا رجع استهان الناس به، وقالوا هذا إنسان إمعه كل يوم له قول، وهذا لا يضر إذا رجعت إلى الصواب، فليكن قولك اليوم خلاف قولك بالأمس، فالأئمة الأجلة كان لهم في المسألة الواحدة أقوال متعددة. ■(من شرح رياض الصالحين للعثيمين رحمه الله المجلد الثالث باب تحريم الكبر والاعجاب ج٣ ص ٥٣٧) الرجوع إلى الحق من سمات السلف. كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما "لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك وهّديت فيه لرشدك أن ترجع فيه إلى الحق فإن الحق قديم والرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل" رواه البيهقي والدار قطني . قال مالك وهو يثنى على عمر بن الخطاب كما في جامع (2 / 1141): " كان أسرعنا رجوعاً إذا سمع الحق". وقال عمر بن عبد العزيز كما في تاريخ دمشق (45 / 194):" ما من طينة أهون علي فكاً وما من كتاب أيسر علي رداً من كتاب قضيت به ثم أبصرت أن الحق بغيره فنسخته" . وقال الشافعي كما في توالي التأسيس (108):" كل مسألة تكلمت فيها وصح الخبر عن رسول الله ﷺ عند أهل النقل بخلاف ما قلت فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي" .اهـ وقال ابن رجب في الفرق بين النصيحة والتعيير (10):" كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيراً ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غيره قولهم " هـ وقال الإمام الآجري في أخلاق العلماء (37): "إن أفتى بمسألة فعلم أنه أخطأ لم يستنكف أن يرجع عنها وإن قال قولاً فرده عليه غير ممن هو أعلم أو مثله أو دونه فعلم أن القول كذلك رجع عن قوله وحمده على ذلك وجزاه خيراً ". ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وهذا هو الذي تبين لنا ولغيرنا ونحن جازمون بأن هذه الزيادة ليست من كلام النبي ﷺ فلذلك رجعنا عن الإفتاء بها بعد أن كنا نفتي بها أولاً فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل). مجموع الفتاوى ج ٢١ ص ٥١٦ ------------------------------ قال ابن القيم -رحمه الله-: "من علامات الخشوع: أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا خُولِفَ وَرُدَّ عَلَيْهِ بِالْحَقِّ: اسْتَقْبَلَ ذَلِكَ بِالْقَبُولِ وَالِانْقِيَادِ".( مدارج السالكين ج١ص٥١٦ وقال -رحمه الله-: "لَا تَصِحُّ لَكَ دَرَجَةُ التَّوَاضُعِ, حَتَّى تَقْبَلَ الْحَقَّ مِمَّنْ تُحِبُّ, وَمِمَّنْ تُبْغِضُ, فَتَقْبَلُهُ مِنْ عَدُوِّكَ, كَمَا تَقْبَلُهُ مِنْ وَلِيِّكَ".( مدارج السالكين ج٢ ص٣٢١) قال الإمام ابن القيم – رحمه الله – في كتابه"الصواعق المرسلة " (2/516) فمن هداه الله سبحانه إلى الأخذ بالحق حيث كان ؛ ومع من كان ؛ ولو كان مع من يبغضه ويعاديه ورد الباطل مع من كان ، ولو كان مع من يحبه ويواليه ، فهو ممن هُديَ لما اختلف فيه من الحق. |
|
|