06-11-2017, 11:02 AM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2016
المشاركات: 5,676
معدل تقييم المستوى: 14
|
|
كيف أزيل الخوف من قلبي؟
من سيّئات حياتنا المعاصرة كثرة المخاوف و القلق و التّوتر التي أصبحت تسيطر على قلوب و عقول كثيرٍ من النّاس ، فالحياة المعاصرة و على الرّغم من توفّر أسباب الرّاحة فيها إلا أنّها لم تنجح في إكساب النّفس الرّاحة النّفسيّة ، و قد مثّلت أعباء الحياة و مشاكلها فزّاعةً للكثيرين من النّاس الذين يرغبون في حياةٍ هادئةٍ مطمئنةٍ بعيدة عن المنغّصات و الهموم ، و إنّ الإنسان و حين خلقه الله تعالى جعل في قلبه مشاعر الخوف و الوجل من أمورٍ جلل ، فالإنسان بطبعه يخاف الموت لأنّه يعتقد أنّه نهاية الحياة الدّنيا و انقطاعها ، كما أنّ الإنسان بطبعه يخاف من الغيب و المجهول ، فتراه إذا سيطرت عليه المخاوف و تمكّنت يخشى من الإقدام على فعلٍ إذا علم بأنّه قد يكون من وراء هذا الفعل أمورٌ لا يعلم عواقبها ، فالمخاوف أمرٌ طبيعيٌ فطريٌ في حياة النّاس جميعاً ، و لكن قد تتحوّل تلك المخاوف إلى مشكلةٍ و مرضٍ نفسيّ يعوّق الإنسان عن أداء مهامه في الحياة ، و تتعدّد صور الخوف ، فمن النّاس من يخاف من لقاء النّاس و مخالطتهم ، و هذا ما يطلق عليه في علم الأمراض النّفسيّة الرّهاب الإجتماعي ، و هناك من يخاف الحيوانات خوفاً كبيراً حتى الأليفة منها ، و هناك من يخاف من الحرب و القتال ، و تهزّ أصوات القنابل و الرّصاص قلبه و وجدانه ، فكيف للإنسان التّخلص من مشاعر الخوف السّلبية التي تكدّر حياته ؟ .
بيّن الله تعالى في كتابه العزيز أنّ ذكر الله تعالى ممّا يحقّق الاطمئنان في النّفوس و السّكينة ، حيث قال جلّ و علا ( الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) ، فحين يذكر العبد ربّه فإنّه يكون قد مدّ حبلاً متيناً بينه و بين الله تعالى لا ينقطع ، كما أنّ إيمان الإنسان بقضاء الله تعالى و قدره يجعله دائماً راضياً مطمئناً لا يخاف ، فهو يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، كما أنّ الإيمان يمنح النّفس الإنسانيّة سلاماً داخلياً يجعلها لا تخاف إلا الله تعالى ، و قد رويت قصّةٌ عن أحد الصّحابة كيف مرّ به أسدٌ فلم يخشاه حين استعاذ بالله تعالى من شره موقناً أنّ الله سيدفع الأذى عنه .
المصدر:-موقع موضوع
|