|
#1
|
|||
|
|||
حديث: إن الله يبعث ريحا من اليمن
حديث: إن الله يبعث ريحا من اليمن 84- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و سلم: «إِنَّ الله يَبْعَثُ رِيحاً مِنَ الْيَمَنِ، أَلْيَنَ مِنَ الْحَرِيرِ، فَلاَ تَدَعُ أَحَداً فِي قَلْبِهِ قَالَ أَبُو عَلْقَمَةَ: مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلاَّ قَبَضتهُ». رواه مسلم. ترجمة راوي الحديث: أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه تقدمت ترجمته في الحديث الأول من كتاب الإيمان. تخريج الحديث: الحديث أخرجه مسلم حديث (117) وانفرد به. شرح ألفاظ الحديث: (يَبْعَثُ): يرسل. • (أَلْيَنَ مِنَ الْحَرِيرِ): وهذا من الرفق بهم، إذ أرسل لهم ريحا لينة. • (مِثْقَالُ ذَرَّةٍ): قال ابن الأثير: "الذرة ليس لها وزن، ويراد بها ما يرى في شعاع الشمس الداخل في النافذة" [انظر النهاية مادة (ذرر)]. • (قَبَضتهُ): أي قبضت روحه بواسطة ملك الموت. فوائد الحديث: الفائدة الأولى: الحديث دليل على لطف الله تعالى بأهل الإيمان وأن لطفه بمن في قلبه إيمان مستمر إلى آخر هذا الزمان، ومن ذلك بعثه جل في علاه ريحا رفيقة لينة لقبض أرواحهم. وهذا إنما يكون في آخر الزمان بعد نزول عيسى عليه السلام وقتل الدجال كما جاء مصرحا في حديث عبد الله بن عمرو عند مسلم وذلك في آخر الصحيح وسيأتي في كتاب الفتن، فبعد ذكره لنزول عيسى -عليه السلام -وإهلاكه للدجال قال النبي صلى الله عليه وسلم:" ثم يرسل الله ريحاً باردة من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلت عليه حتى تقبضه" وفي رواية " فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع". وفي الجمع بين هذا الحديث وحديث الباب إشكال مفاده أن حديث الباب على أن الريح من اليمن وحديث ابن عمرو من الشام قال النووي: "ويجاب عن هذا بوجهين: أحدهما: يحتمل أنهما ريحان شامية ويمانية، ويحتمل أن مبدأها من أحد الإقليمين ثم تصل الآخر وتنتشر عنده، والله أعلم" وبنحو الثاني قال القرطبي [انظر شرح النووي لحديث الباب حديث (117)، وانظر المفهم (1/325)]. الفائدة الثانية: الحديث دليل لمعتقد أهل السنة والجماعة من أن الإيمان يزيد وينقص لقوله "مثقال حبة أو مثقال ذرة من إيمان" وهذا سبب إيراد مسلم لحديث الباب في كتاب الإيمان. الفائدة الثالثة: في الحديث دلالة على أن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق، لأنه بعد قبض من في قلبه مثقال ذرة من إيمان لن يبقى إلا شرار الخلق وهذا ما أفاده حديث ابن عمرو السابق وأحاديث أخرى منها قوله صلى الله عليه وسلم:" لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق" رواه مسلم، وقوله:" لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله، الله" رواه مسلم، وقوله:" من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء" متفق عليه، هذه الأحاديث تدل على أن الصالحين يقبضون شيئا فشيئا حتى تأتي الريح فتقبض من بقي من أهل الإيمان فلا يتبقى إلا شرار الخلق. فإن قيل كيف الجمع بين هذه الأحاديث وحديث " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة" رواه مسلم؟ فالجواب: أن هؤلاء الصالحين لا يزالون على الحق ظاهرين حتى تأتيهم الريح اللينة فتقبض أرواحهم ثم لا يبقى إلا شرار الخلق، وأن قوله في الحديث " على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة" أي إلى قرب يوم القيامة ودنوه المتناهي في القرب. وهذا جمع النووي رحمه الله [انظر المرجع السابق]. وقيل: إن شرار الخلق الذين تقوم عليهم الساعة لا يعني أنه ليس من بينهم أهل حق وصلاح وإيمان. وقيل: إن الساعة تقوم وأغلب الناس من شرار الخلق وهذا معنى الأحاديث السابقة، وفيهم طائفة قليلة على الحق ظاهرين، أي أن الساعة تقوم على بعض الفضلاء أيضا لكن لقلتهم لم يذكروا في الأحاديث السابقة، وهذا جمع ابن بطال، وفيه نظر [انظر فتح المنعم (1/385)]. والأول هو الأظهر والله أعلم، لأن الأحاديث السابقة جاءت بألفاظ عموم وصيغ قصر وحصر لا يستقيم معها جمع ابن بطال والله تعالى أعلم. الفائدة الرابعة: الحديث دليل على انقراض أهل الخير في آخر الزمان وأن موت الصالحين من أشراط الساعة فلن يبقى إلا شرار الخلق. الفائدة الخامسة: الحديث فيه علم من أعلام النبوة ومعجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر بخبر غيبي سيكون آخر الزمان. المصدر / الالوكه |
|
|