|
#1
|
|||
|
|||
رسالة إلى تائب
في هذه الدنيا التي تعج بالفتن والمغريات، وفي هذه الفترة التي تكالب فيها الأعداء، وتزاحمت وسائل الإعلام المضل على الأمة؛ من رحم هذا الظلام الدامس يشعّ نور الله من قلوب التائبين والتائبات الذين يلتحقون بقوافل العائدين إلى الله أولئك الذين يحبهم الله { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ } فإليك أنت أيها التائب أهمس بهذه الهمسات: أخي: لقد فرح الله بتوبتك، استشعر أن الله جل في علاه الغني الكبير قد فرح بتوبتك فرحاً عظيمًا، أشد من ذلك الرجل الذي كان في الصحراء ومعه راحلته، وعليها زاده ومتاعه فأفلتت منه، وبحث عنها فلم يجدها حتى أيقن بالهلاك، ثم نام تحت شجرة ينتظر الموت؛ فإذا به يستيقظ والراحلة عند رأسه عليها طعامه وشرابه فقال من شدة فرحه وفرط سعادته: (اللهم أنت عبدي و أنا ربك) أخطأ من شدة الفرح فهنيئا لك !!! اعلم أخي إن التوبة اصطفاء: إذا تلفّت حولك رأيت أكثر الناس في لهو ولغو وأنت من بينهم يختارك الله ويصطفيك ليجعلك من أحبابه و أوليائه إنها نعمة لا تقدر بثمن فجميع النعم تتخلى عنك بمجرد موتك أما نعمة الهداية فهي معك حتى تدخل الجنة فما أوفاها وأحسنها ؟! { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ } أخي: اصبر على ما أصابك، كل ذي نعمة محسود وأنت ستجد من يؤذيك و يسخر منك و يتهمك ليثنيك عن صوابك حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فإياك أن تضعف أو تتراجع فإنما هو تمحيص واختبار { الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } أيها الغالي: جدد التوبة : إياك أن تظن أن التائب هو الذي لا يعصي الله أبدا، فإن هذا مدخل شيطاني، حيث يسوّل لك أنك إن وقعت في معصية ـ خاصة في الخفاء ـ بأنك منافق أو لست أهلًا للتوبة أو أنك قد أفسدت توبتك … كلا بل جدّد التوبة ولا تيأس وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )، [COLOR="Red"]وأخيرا :[/COLOR] تسلّح بأسلحة الثبات و أعظمها كتاب الله، اقرأه وتدبره و احفظه واطلب العلم الشرعي فهو يزيدك من الله محبة وخوفًا وقربًا، وصاحب الأخيار ولا تعدُ عيناك عنهم، فهم يعينونك إذا ذكرت، ويذكرونك إذا غفلت، واقرأ في سيرته صلى الله عليه وسلم وسيرة الأنبياء و الصحابة والتابعين وسير الثابتين فإن لك فيهم قدوة وأسوة حسنة، وأكثر من الدعاء بالثبات: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك … |
|
|