العودة   dzpros > القسم العام > المنتدى الاسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-16-2017, 10:12 AM
belkacem-1017 belkacem-1017 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
المشاركات: 5,676
معدل تقييم المستوى: 14
belkacem-1017 is on a distinguished road
Thumbs down « نَصِيحَةُ اﻷُمَّة في جَوَابِ عَشْرَةِ أَسْئِلَةٍ مُهِمَّةٍ »









« نَصِيحَةُ اﻷُمَّة في جَوَابِ عَشْرَةِ أَسْئِلَةٍ مُهِمَّةٍ »
▪️للْإِمَام العَلَّامة الشَّيْخ / عَبد العَزِيز بن باز - رَحِمَهُ اللهُ تعالى - العَدَد : [ ١ ]

ــــــ ﷽ ــــــ
السؤال اﻷول :

سماحة الشيخ : هناك من يَرَى أن اقتراف بعض الحُكَّام ، للمعاصي والكبائر ، موجب للخروج عليهم ، ومحاولة التغيير ، وإِن ترتب عليه ضَرَرٌ للمسلمين في البلد ، والأحداث التي يعاني منها عالمنا الإِسلامي كثيرة ، فما رأي سماحتكم ؟ .
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم :
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ،
ومن اهتدى بهداه ، أمَّا بعد :
فقد قال الله عز وجل :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا ﴾ .
فهذه الآية نَصٌّ في وجوب طاعة أولي الأمر ،
وهم : الأمراء والعلماء .
وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله ﷺ ،
تُبَيِّن أنَّ هذه الطاعة لازمة ،
وهي فريضة في المعروف .
والنُّصُوصُ من السنة تبين المعنى ، وتُقَيِّد إِطلاق الآية بأن المراد : طاعتهم في المعروف ،
ويجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور في المعروف لا في المعاصي ، فإِذا أُمِرُوا بالمعصية فلا يطاعون في المعصية ، لكن لا يَجُوز الخروج عليهم بأسبابها ، لقوله ﷺ :« أَلَا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ ، فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ ، وَلا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَة »
ولقوله ﷺ :« مَنْ خَرَجَ مِن الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الجماعةَ فماتَ ، ماتَ مِيتةً جَاهلية، »
وقال ﷺ :« عَلَى الْمَرْءِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ ، إِلاَّ أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ » .
وسأله الصحابة رضي الله عنهم - لما ذكر أنه يكون أمراء تعرفون منهم وتنكرون - قالوا : فما تأمرنا ؟ قال :« أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُم ، وسلوا اللَّهَ حَقَّكُمْ » ،
قال عُبَادَةُ بنُ الصَّامت رضي الله عنه بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا ، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا ، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ ) قَالَ :« إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا ، عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ » .
فهذا يَدُلُّ على أنه لا يجوز لهم منازعة ولاة الأمور ، ولا الخروج عليهم ، إِلا أن يَرَوا كفرًا بُواحًا ،
عندهم من الله فيه بُرْهَان ،
وما ذاك إِلا لأن الخروج على ولاة الأمور ،
يُسَبِّب فَسَادًا كبيرًا ، وشَرًّا عظيمًا ،
فَيَخْتَلّ به الأَمْن ،
وتَضِيع الحُقُوق ،
ولا يتيسر رَدْعَ الظالم ،
ولا نَصْر المظلوم ،
وتَخْتَلّ السُّبُل ولا تأمن ،
فَيَتَرَتَّب على الخروج على ولاة الأمور ،
فساد عظيم ، وشر كثير ،
إِلا إِذا رأى المسلمون كفرًا بواحًا عندهم من الله فيه برهان ، فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان لإِزالته إِذا كان عندهم قُدْرَة ، أما إِذا لم يكن عندهم قدرة فلا يخرجوا ، أو كان الخروج يُسَبِّبُ شرًّا أكثر فليس لهم الخروج ، رعاية للمصالح العامة .
والقاعدة الشرعية المجمع عليها :
( أنه لا يجوز إِزالة الشر بما هو أشر منه ،
بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه ) .
أما درء الشر بشر أكثر فلا يجوز بإِجماع المسلمين ، فإِذا كانت هذه الطائفة التي تريد إِزالة هذا السلطان الذي فعل كفرًا بواحًا ، عندها قدرة تزيله بها ،
وتضع إِمامًا صالحًا طَيِّبًا من دون أن يترتب على هذا فساد كبير على المسلمين ، وشر أعظم من شر هذا السلطان فلا بأس .
أما إِذا كان الخروج يترتب عليه فساد كبير ،
واختلال الأمن ، وظلم الناس ،
واغتيال من لا يستحق الاغتيال ...
إِلى غير هذا من الفساد العظيم ،
فهذا لا يجوز ، بل يجب الصبر ،
والسمع والطاعة في المعروف ،
ومناصحة ولاة الأمور،
والدعوة لهم بالخير ،
والاجتهاد في تخفيف الشر وتقليله وتكثير الخير .
هذا هو الطريق السَوِيّ الذي يجب أن يُسْلَك ،
لأن في ذلك مصالح للمسلمين عامة ،
ولأن في ذلك تقليل الشر ، وتكثير الخير ،
ولأن في ذلك حفظ الأمن ،
وسلامة المسلمين من شر أكثر .
نسأل الله للجميع التوفيق والهداية .
[ المصدر : مجموع فتاوى ومقالات متنوعة


الجزء الثامن : ص : ٢٠٢ - ٢٠٤ ]
ـــ ❉❉ ـ ❉❉ ـ ❉❉ ـــ​





رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir