|
#1
|
|||
|
|||
رمضان فرصة للتغيير
رمضان فرصة للتغيير الحمد لله العلي القادر، العزيز القاهر، الحكيم الذي لا يضل، الخبير الذي لا ينسى، سبحانه الكبير المتعال، نحمده حمدًا به نستأهل غفرانه، ونستمنح عطفه ورضوانه. أيها الأحبة: هاهو رمضان فرصة للتغيير! فرصة لا نملك مثلها كثيراً! وهي نقطة انطلاقة!. ربما تفتح مشروعاً تجارياً هائلاً مع الله تعالى؛ سببه دعوة رمضانية! ربما تتفتح أبواب قلبك المغلقة نحو فضاء الإيمان بسبب دمعة صادقة في جوف ليل! ربما تنقذ نفسك من الجحيم بسبب صدقة خفية قدمتها يداك!. آلاف الصور المليئة بالخيرات الدنيوية والأخروية تنتظرنا هناك في رمضان! تحتاج إلى قرار فقط! قرار بالتغير! وفقنا الله وإياكم لنيل خير هذا الضيف الكريم. نعيش في رمضان أجواء رمضانية رائعة، وهي فرصة يسوقها الله إلينا كل عام؛ لنعيد برمجة أنفسنا ايجابياً، وسط هذه الأجواء الإيمانية المفعمة بالنقاء والصفاء الروحي، إذن وبما إن معظمنا قد تغيرت عاداته خلال رمضان، فإن فرصته كبيرة جداً في تغيير عاداته الضارة، وذلك بأن يبدأ بتأسيس عادات جديدة ايجابية، وأن لا يترك الفرصة للعادات السيئة بإعادة غرس نفسها من جديد!!. هذا إلى جانب أن الصوم نفسه بيئة خصبه جداً للتغيير لما يحوي من شفافية وسمو روحي لاكتساب عادات إيجابية جديدة. وهنا –أيها الإخوة في الله- لابد أن نذكر: أنك لا تستطيع إزالة أي عادة غير مرغوبة إلا بزرع عادة مرغوبة بدلا منها، أي لا يكفي أن أقلل من التدخين –مثلا– بل لابد من إحلال عادات إيجابية أخرى لتساعدني على رغبتي في التقليل من التدخين. وهذه بعض الخطوات تمكنك من التغيير وترك بعض العادات السيئة: وقبل كل شيء قرارك هو الأول: قرَّر بشكل قاطع أنك تريد الإقلاع عن تلك العادة الكريهة، فإن ذلك كما يقول الله تعالى: لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ1، ثم حدِّد موعد الترك، وليكن في أقرب فرصة، ولا تسمح لنفسك بالتأجيل حتى لا يؤثر ذلك على شخصيتك وقرارك، ثم استعن بالله وادعه مخلصًا أن يمنحك القوة والتوفيق لتحقيق ذلك، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وإذا استعنت فاستعن بالله)2، ثم ضع أمام عينيك دائمًا أخطار تلك العادة وعواقبها الوخيمة، وتذكَّر أن الله سيسألك عن صحتك، وعمرك، ومالك، ومن ثم حاول أن تجد رفيقاً لك من أصحاب تلك العادة (قريب – صديق – زميل)؛ لتتعاهدا معًا على تركها، فهذا أدعى للخير، ويزيدك إصرارًا على الترك، والمرء بإخوانه لا بنفسه فقط، كما قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان3، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله)4، ثم احذر أصدقاءك الذين يحاولون تنحيتك عن ترك تلك المشكلة، وتذكَّر حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)5، ثم أبلغ زوجك وأهلك ومن تثق بهم بقرارك، فإنهم سيكونون مصدر دعم مهم لك إن شاء الله، ثم قرِّر أن تقتطع مبلغ المال الذي كنت تصرفه على تلك العادة للتبرُّع به للفقراء واليتامى بشكل يومي؛ لأن الله تعالى يقول: وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا6، واستثمر الصيام في تدعيم قرارك؛ فكن أكثر قربًا لله ومراقبة له، وتذكر قوله سبحانه: مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا7. وهناك سيتولد لديك صراع داخلي للعودة إلى تلك العادة؛ فتذكر قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ8 ، ولا تنس قول الله تعالى: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ9. فالله الله في اغتنام فرصة رمضان في تغيير نفسك، ولا تترك الفرصة تذهب عليك بدون استغلالها. اسأل الله تعالى أن يوفق الجميع إلى كل خير، كما اسأله أن يحفظ علينا ديننا حتى يتوفانا عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. ------------------------------------------------------------------------------------------------ 1 (43) سورة الشورى. 2 رواه الترمذي (2516) وصححه الألباني في صحيح الترمذي، وهو رقم : 7957 في صحيح الجامع. 3 (2) سورة المائدة. 4 رواه مسلم (1677). 5 رواه أبو داود (4833) وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (927). 6 (20) سورة المزمل 7 (7) سورة المجادلة. 8 (201) سورة الأعراف. 9 (200) سورة الأعراف. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|