|
#1
|
|||
|
|||
الصّبر مؤشر على معرفة الله عز وجل
قال تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [ سورة الشعراء:88-89] من أدق تعريفات القلب هو القلب الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله، و لا يصدق خبراً يتناقض مع وحي الله، ولا يعبد غير الله. الصبر أحد أركان حياتنا: (( الإيمان نصفان نصفٌ صبرٌ ونصفٌ شكرٌ )) [البيهقي في شعب الإيمان عن أنس] لذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (( عَجَبا لأمر المؤمن! إنَّ أمْرَه كُلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شكر، فكان خيراً له، وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبَر، فكان خيراً له )) [ مسلم عن صهيب الرومي ] وطن نفسك لا بد من الابتلاء لئلا تفاجأ، لا تصدق مرة ولا تصدق ألف مرة أن تحصل على حياة ناعمة، وزوجة تروق لك، وأولاد أبرار، وبنات صالحات، وأصهار كأنهم أولادك، ودخل كبير، وصحة طيبة، وولائم، وسهرات، ونزهات، ولقاءات، وعزائم، ثم إلى الجنة رأساً، هذه لا نشمها كلنا، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾ [ سورة المؤمنون: 30] سيد الخلق وحبيب الحق وسيد ولد آدم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت عليّ ثلاث من بين يوم وليلة ومالي طعام إلا ما واراه إبط بلال)) [ الترمذي عن أنس بن مالك] أي رغيف خبز، وهو سيد الخلق وحبيب الحق وسيد ولد آدم، لذلك الصبر مؤشر على معرفة الله، المؤمن يصبر والكافر عند المصيبة يكفر، معظم الناس غير المؤمنين لأول شيء مزعج يسب الدين رأساً، هذا سبّ الدين ردة، شيء خطير جداً أن تسب الإله لشيء بسيط جداً، البعيد عن الله عز وجل والعياذ بالله يفعل هذا، مرة أحدهم أوقف سيارته بشكل صعود خفيف، يبدو أن المكبح لم يكن مضبوطاً فرجعت سيارته للخلف قليلاً فأصاب طرف السيارة التي خلفه، صاحب السيارة سبّ الدين، وسبّ الإله، بعد ذلك الذي كان السبب بسيارته، قال له: لو كلفت مليوناً عليّ، اذهب إلى المصلح، هذا الصاج أخذ شكلاً فله طريقة معينة دفعها قليلاً رجعت كما كانت، الصاج دخل قليلاً إلى الداخل بدفعة بسيطة رجع باعتباره منحن أخذ وضعه، لا تحتاج إلى بخ ولا إلى شيء، لكنه سبّ الدين خمسين مرة، قال له: والله لو شاهدت سيارتي دمرت كلها أقول: الحمد لله، هناك فرق بين المؤمن وغيره كبير جداً. الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين : هناك صبر و إيمان بالله، تعرف أن الله حكيم، كل شيء وقع أراده الله، هذا الإيمان، مرة قال لنا دكتور في الجامعة، أستاذ علم النفس قال: لا تصدقون أن نسب الأمراض النفسية في العالم الغربي بالمئة مئة وسبعة وخمسون، ما معنى هذا الكلام؟ قال: مئة معهم مرض وسبعة وخمسون مصابون بمرضين نفسيين، قال: هذه الظاهرة السلبية في المجتمعات الغربية ليست موجودة في الشرق الأوسط بفضل الإيمان. ما جاءه أولاد هكذا إرادة الله، هو راض، لأنه في جنة، هذه الجنة فيها ترميم، ترمم كل شيء، لم يحظ بزوجة كما يتمنى هناك جنة، كان فقيراً هناك جنة، لذلك اسمعوا هذه الكلمة الدقيقة: الحظوظ؛ المال حظ، الصحة حظ، الوسامة حظ، المكانة حظ، الحظوظ في الدنيا موزعة توزيع ابتلاء، أنت غني، ابتلاك الله بالغنى، مادة امتحانك الغنى، أنت فقير، ابتلاك الله بالفقر، مادة امتحانك في الفقر، أنت صحيح، مادة امتحانك الصحة، لا سمح الله سقيم، مادة امتحانك المرض، وضعك الحالي بإيجابياته وسلبياته مواد امتحانك، مثل حاد: إنسان غني لم ينجح في امتحان الغنى، تكبر وبخل واستعلى فرسب، وآخر فقير نجح في امتحان الفقر، صبر وتعفف، فالذي نجح في امتحان الفقر له جنة إلى أبد الآبدين، والذي تمتع بالمال عشر سنوات سيعاني من عقاب إلى أبد الآبدين، فالبطولة في الآخرة وليس في الدنيا، فإذا جاء الشيك بخلاف ما تتمنى وصبرت، قالوا: الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين، علامة يقينك أن ترضى بمكروه القضاء، ما جاءك أولاد الحمد لله، قال تعالى: ﴿ وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيم ﴾ [ سورة الشورى: 50] لا يوجد مشكلة، دخلك محدود، حولك أقارب كلهم دخلهم غير محدود، خير إن شاء الله، صابر: (( مَنْ أصبَحَ منكم آمِنا في سِرْبه، مُعافى في جَسَدِهِ، عندهُ قوتُ يومِه، فكأنَّما حِيزَتْ له الدنيا بحذافيرها )) [ الترمذي عن عبيد الله بن المحصن ] أي التمتع بالصحة لا يعدلها نعمة، استيقظت صباحاً بوضع جيد، حواسك الخمس، قوتك، تحركت، صليت، توضأت، دخلت المسجد، هذه مليون نعمة، هناك شخص طريح الفراش، والله زرنا مريضاً بحمص شيء عجيب والله على الفراش من سبعة وثلاثين سنة، إلا أن مهمتنا أن نرفع معنوياته فرفع هو لنا معنوياتنا، ما هذا الرضا عن الله عز وجل؟ إنها نعمة لا تقدر بثمن، أن ترضى عنه، شخص يطوف حول الكعبة، قال: يا رب هل أنت راضٍ عني؟ كان وراءه الإمام الشافعي، قال له: يا هذا هل أنت راضٍ عن الله حتى يرضى عنك؟ قال له: سبحان الله! قال له: كيف أرضى عن الله وأنا أتمنى رضاه؟ هذا الكلام ما فهمه، قال له: إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله. بطولتك إن سمعت خبراً سيئاً تقول: الحمد لله، الحمد لله مئة بالمئة، معمل فيه مشكلة، محل احترق يا رب لك الحمد، بطولة المؤمن أن يقول: الحمد لله عند الخبر السيئ، لذلك قالوا: الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين. أيها الأخوة الكرام؛ التقوى مع الصبر طريق النصر، المعصية مع الصبر ما بعدها إلا القبر، أما الطاعة مع الصبر فما بعدها إلا النصر. والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم. والحمد لله رب العالمين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|