dzpros

dzpros (http://dzpros-forum.com/vb/index.php)
-   المنتدى الاسلامي (http://dzpros-forum.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   من أنفس الأمثلة في رجوع أهل العلم إلى الحق (http://dzpros-forum.com/vb/showthread.php?t=4280)

belkacem-1017 06-12-2017 09:28 AM

من أنفس الأمثلة في رجوع أهل العلم إلى الحق
 


[اخي العزيز ،، يتوجب عليك اضافة رد لرؤية المحتوى]






*[قصّة مؤثرة]*
[من أنفس الأمثلة في رجوع أهل العلم إلى الحق]
قال أبو بكر ابن العربي (ت: ٥٤٣ هـ):
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قَاسِمٍ الْعُثْمَانِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ :
وَصَلْت الْفُسْطَاطَ مَرَّةً ، فَجِئْت مَجْلِسَ الشَّيْخِ أَبِي الْفَضْلِ الْجَوْهَرِيِّ، وَحَضَرْت كَلَامَهُ عَلَى النَّاسِ،
فَكَانَ مِمَّا قَالَ فِي أَوَّلِ مَجْلِسٍ جَلَسْت إلَيْهِ :
"إنَّ النَّبِيَّ ﷺ طَلَّقَ وَظَاهَرَ وَآلَى"
فَلَمَّا خَرَجَ تَبِعْته حَتَّى بَلَغْت مَعَهُ إلَى مَنْزِلِهِ فِي جَمَاعَةٍ، فَجَلَسَ مَعَنَا فِي الدِّهْلِيزِ ، وَعَرَّفَهُمْ أَمْرِي ،
فَإِنَّهُ رَأَى إشَارَةَ الْغُرْبَةِ وَلَمْ يَعْرِفْ الشَّخْصَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي الْوَارِدِينَ عَلَيْهِ ،
فَلَمَّا انْفَضَّ عَنْهُ أَكْثَرُهُمْ قَالَ لِي :
أَرَاك غَرِيبًا ، هَلْ لَك مِنْ كَلَامٍ ؟
قُلْت : نَعَمْ !
قَالَ لِجُلَسَائِهِ : أَفْرِجُوا لَهُ عَنْ كَلَامِهِ،
فَقَامُوا وَبَقِيت وَحْدِي مَعَهُ،
فَقُلْت لَهُ: حَضَرْت الْمَجْلِسَ الْيَوْمَ، وَسَمِعْتُك تَقُولُ :
آلَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ وَصَدَقْت ، وَطَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَصَدَقْت .
وَقُلْت : وَظَاهَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهَذَا لَمْ يَكُنْ ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ ! لِأَنَّ الظِّهَارَ مُنْكَرٌ مِنْ الْقَوْلِ وَزُورٌ !
وَذَلِكَ لَا يَجُوزُ أَنْ يَقَعَ مِنْ النَّبِيِّ ﷺَ .
فَضَمَّنِي إلَى نَفْسِهِ وَقَبَّلَ رَأْسِي ، وَقَالَ لِي :
أَنَا تَائِبٌ مِنْ ذَلِكَ ، جَزَاك اللَّهُ عَنِّي مِنْ مُعَلِّمٍ خَيْرًا .
ثُمَّ انْقَلَبْت عَنْهُ ، وَبَكَّرْت إلَى مَجْلِسِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي ، فَأَلْفَيْته قَدْ سَبَقَنِي إلَى الْجَامِعِ ، وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ ،
فَلَمَّا دَخَلْت مِنْ بَابِ الْجَامِعِ وَرَآنِي نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ :
مَرْحَبًا بِمُعَلِّمِي ! أَفْسِحُوا لِمُعَلِّمِي !
فَتَطَاوَلَتْ الْأَعْنَاقُ إلَيَّ ، وَحَدَّقَتْ الْأَبْصَارُ نَحْوِي ، وَتَعْرِفنِي :
يَا أَبَا بَكْرٍ يُشِيرُ إلَى عَظِيمِ حَيَائِهِ ، فَإِنَّهُ كَانَ إذَا سَلَّمَ عَلَيْهِ أَحَدٌ أَوْ فَاجَأَهُ خَجِلَ لِعَظِيمِ حَيَائِهِ ، وَاحْمَرَّ حَتَّى كَأَنَّ وَجْهَهُ طُلِيَ بِجُلَّنَارٍ
قَالَ : وَتَبَادَرَ النَّاسُ إلَيَّ يَرْفَعُونَنِي عَلَى الْأَيْدِي وَيَتَدَافَعُونِي حَتَّى بَلَغْت الْمِنْبَرَ ،
وَأَنَا لِعَظْمِ الْحَيَاءِ لَا أَعْرِفُ فِي أَيْ بُقْعَةٍ أَنَا مِنْ الْأَرْضِ ، وَالْجَامِعُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ ، وَأَسَالَ الْحَيَاءُ بَدَنِي عَرَقًا ،
وَأَقْبَلَ الشَّيْخُ عَلَى الْخَلْقِ ، فَقَالَ لَهُمْ :
أَنَا مُعَلِّمُكُمْ ، وَهَذَا مُعَلِّمِي !
لَمَّا كَانَ بِالْأَمْسِ قُلْت لَكُمْ :
آلَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَطَلَّقَ ، وَظَاهَرَ، فَمَا كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ فَقُهَ عَنِّي وَلَا رَدَّ عَلَيَّ ، فَاتَّبَعَنِي إلَى مَنْزِلِي ، وَقَالَ لِي كَذَا وَكَذَا،
وَأَعَادَ مَا جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، وَأَنَا تَائِبٌ عَنْ قَوْلِي بِالْأَمْسِ ، وَرَاجِعٌ عَنْهُ إلَى الْحَقِّ،
فَمَنْ سَمِعَهُ مِمَّنْ حَضَرَ فَلَا يُعَوِّلْ عَلَيْهِ.
وَمَنْ غَابَ فَلْيُبَلِّغْهُ مَنْ حَضَرَ، فَجَزَاهُ اللَّهُ خَيْرًا، وَجَعَلَ يَحْفُلُ فِي الدُّعَاءِ ، وَالْخَلْقُ يُؤَمِّنُونَ .
فَانْظُرُوا رَحِمَكُمْ اللَّهُ إلَى هَذَا الدِّينِ الْمَتِينِ ، وَالِاعْتِرَافِ بِالْعِلْمِ لِأَهْلِهِ عَلَى رُءُوسِ الْمَلَإِ مِنْ رَجُلٍ ظَهَرَتْ رِيَاسَتُهُ ، وَاشْتُهِرَتْ نَفَاسَتُهُ ، لِغَرِيبٍ مَجْهُولِ الْعَيْنِ لَا يُعْرَفُ مَنْ وَلَا مِنْ أَيْنَ ، فَاقْتَدُوا بِهِ تَرْشُدُوا. اهـ

أحكام القرآن (٢٤٨/١).​


[اخي العزيز ،، يتوجب عليك اضافة رد لرؤية المحتوى]


الساعة الآن 11:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir