المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسرار صلة الأرحام وما بها من النفحات والبركات


belkacem-1017
06-11-2017, 11:05 AM
[اخي العزيز ،، يتوجب عليك اضافة رد لرؤية المحتوى]






اهتم الإسلام في الكثير من تشريعاته ببناء مجتمع إسلامي مترابط، تسوده المحبة والرحمة والتكافل، كما اهتم بتوثيق عرى القرابة بصلة الأرحام التي تعتبر من أفضل القربات ومن أعجل الخير ثوابًا.

وقد حفلت آيات القرآن الكريم بالحث على صلة القربى والنهي عن قطع الأرحام، يقول تعالى: {وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.. [الأنفال:74ـ 75]، وقال كذلك: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.. [النحل:90].

كما أنه سبحانه عظم قدر الأرحام فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}.. [النساء:1]؟

وحذرنا سبحانه وتعالى من قطع الأرحام فقا: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}.. [محمد:23].

بل وحتى في شرائع الانبياء السابقين كان لصلة الرحم أهمية كبرى تتجلى لنا في قوله سبحانه وتعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}.. [البقرة:83].

وصلة الرحم باب كبير من أبواب الضمان الاجتماعي، وهو ركنان: ركن نسبي، وركن جغرافي، فالقريب والجار، الأحاديث التي تحض المسلم على أن يكون محسناً لجاره لا تعد ولا تحصى، فالضمان الاجتماعي أساسه النسب، وأساسه الجوار، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : "خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقوي الرحمن فقال: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطعية قال : " ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب ! قال: فذاك ".

وقد بشرنا النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بأن من يصل رحمه يوسع له في رزقه ويدفع عنه ميته السوء، فقال: من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه "، وقال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه".

وحذرنا كذلك صلى الله عليه وآله وسلم من أن قاطع الرحم لا يدخل الجنة فقال: "لا يَدْخُلُ الجنةَ قاطِع- أي قاطعَ رحم –".

ولا ينفع المؤمن مبدأ المعاملة بالمثل، فالمعنى الحقيقي لصلة الأرحام أن تصل من قطعك، لا من يصلك فقط، قال صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسـول الله إن لي قرابة أصلهـم ويقطعونني ، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ"، فقال صلى الله عليه وسلم : "إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفهّم المَلّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك".

فصلوا أرحامكم يبارك الله لك في أرزاقكم وأعماركم وكفاكم موتة السوء، فقد شق الله سبحانه وتعالى لها اسماً من اسمه، ووعد بوصل من وصلها، وقطع من قطعها.


[اخي العزيز ،، يتوجب عليك اضافة رد لرؤية المحتوى]