belkacem-1017
05-13-2017, 10:53 AM
[اخي العزيز ،، يتوجب عليك اضافة رد لرؤية المحتوى]
التوكل على الله
التوكل عبادة قلبية من أجل العبادات، ومن أعظم القربات، وهو أجمع أنواع العبادة، ومن أعلى مقامات التوحيد وأعظمها؛ لما ينشأ عنه من الأعمال الصالحة، فان العبد إذا اعتمد على الله في جميع أموره الدينية والدنيوية دون ما سواه صح إخلاصه ومعاملته مع الله.
بل إنّ التّوكّل على اللّه -عزّ وجلّ- مطلوب في كلّ شؤون الحياة؛ ولذلك جعله الله -سبحانه وتعالى- شرطاً في الإيمان، كما قال الله تعالى: (وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [المائدة: 23] وجعله شرطاً في الإسلام فقال: (إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ) [المائدة: 84].
وقد أمر الله به أنبيائه المرسلين وعباده المؤمنين، قال تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا) [الفرقان: 58].
وقال: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [الشعراء: 217 -220] وقال تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [آل عمران: 160].
والتوكل هو الثقة بما عند اللّه، والاعتماد عليه -سبحانه وتعالى- في جلب المطلوب، وزوال المكروه مع فعل الأسباب المأذون فيها شرعاً.
ومما يحث على هذه العبادة العظيمة ما ورد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم، فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر، فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب)) ثم نهض فدخل منزله، فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام، فلم يشركوا بالله شيئًا، وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((ما الذي تخوضون فيه؟)) فأخبره فقال: ((هم الذين لا يرقون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون)) فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: ((أنت منهم)) ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: ((سبقك بها عكاشة)) [متفق عليه].
وعن أنس بن مالك أن أبا بكر الصديق حدثه قال: نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار، فقلت: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه، فقال: ((يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)) [متفق عليه].
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- حين ألقي في النار، وقالها محمد -صلى الله عليه وسلم- حين قالوا: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [رواه البخاري].
ومن فوائد وثمرات التوكل على الله:
1 - نيل محبة الله، ودخول جنته:
قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159] وقال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [العنكبوت: 58-59].
2 - حصول كفايةُ الله للمتوكل عليه، وتحقيقُ مرادِه، وسعادته في الدارين، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3].
3 - التوكل على الله من أسباب سعة الرزق، قال -تبارك وتعالى-: (فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (الشورى : 36 ) وقال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) [الطلاق : 2 ,3 ].
وعن عمر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا، وتروح بطانًا)) [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن].
4 - الحفظ والمنعة من الشّيطان وفتنته، قال تعالى: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [النحل : 99].
فعليك أخي المسلم بالتوكل على الله، فهو عبادة الصادقين، وسبيل المخلصين، وبه تتحقق السعادة في الدنيا والآخرة, فإذا أردت العزة والمكانة والرفعة فتوكل على الله، وإذا أردت التوفيق والسداد في أمورك كلها فتوكل على الله، وإذا أردت راحة القلب، وانشراح الصدر، وطمأنينة النفس فتوكل على الله (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران:159].
الكاتب : محمد العريفي
[اخي العزيز ،، يتوجب عليك اضافة رد لرؤية المحتوى]
التوكل على الله
التوكل عبادة قلبية من أجل العبادات، ومن أعظم القربات، وهو أجمع أنواع العبادة، ومن أعلى مقامات التوحيد وأعظمها؛ لما ينشأ عنه من الأعمال الصالحة، فان العبد إذا اعتمد على الله في جميع أموره الدينية والدنيوية دون ما سواه صح إخلاصه ومعاملته مع الله.
بل إنّ التّوكّل على اللّه -عزّ وجلّ- مطلوب في كلّ شؤون الحياة؛ ولذلك جعله الله -سبحانه وتعالى- شرطاً في الإيمان، كما قال الله تعالى: (وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [المائدة: 23] وجعله شرطاً في الإسلام فقال: (إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ) [المائدة: 84].
وقد أمر الله به أنبيائه المرسلين وعباده المؤمنين، قال تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا) [الفرقان: 58].
وقال: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [الشعراء: 217 -220] وقال تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [آل عمران: 160].
والتوكل هو الثقة بما عند اللّه، والاعتماد عليه -سبحانه وتعالى- في جلب المطلوب، وزوال المكروه مع فعل الأسباب المأذون فيها شرعاً.
ومما يحث على هذه العبادة العظيمة ما ورد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم، فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر، فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب)) ثم نهض فدخل منزله، فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام، فلم يشركوا بالله شيئًا، وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((ما الذي تخوضون فيه؟)) فأخبره فقال: ((هم الذين لا يرقون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون)) فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: ((أنت منهم)) ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: ((سبقك بها عكاشة)) [متفق عليه].
وعن أنس بن مالك أن أبا بكر الصديق حدثه قال: نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار، فقلت: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه، فقال: ((يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)) [متفق عليه].
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- حين ألقي في النار، وقالها محمد -صلى الله عليه وسلم- حين قالوا: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [رواه البخاري].
ومن فوائد وثمرات التوكل على الله:
1 - نيل محبة الله، ودخول جنته:
قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159] وقال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [العنكبوت: 58-59].
2 - حصول كفايةُ الله للمتوكل عليه، وتحقيقُ مرادِه، وسعادته في الدارين، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3].
3 - التوكل على الله من أسباب سعة الرزق، قال -تبارك وتعالى-: (فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (الشورى : 36 ) وقال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) [الطلاق : 2 ,3 ].
وعن عمر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا، وتروح بطانًا)) [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن].
4 - الحفظ والمنعة من الشّيطان وفتنته، قال تعالى: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [النحل : 99].
فعليك أخي المسلم بالتوكل على الله، فهو عبادة الصادقين، وسبيل المخلصين، وبه تتحقق السعادة في الدنيا والآخرة, فإذا أردت العزة والمكانة والرفعة فتوكل على الله، وإذا أردت التوفيق والسداد في أمورك كلها فتوكل على الله، وإذا أردت راحة القلب، وانشراح الصدر، وطمأنينة النفس فتوكل على الله (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران:159].
الكاتب : محمد العريفي
[اخي العزيز ،، يتوجب عليك اضافة رد لرؤية المحتوى]