المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديننا.. النعمة السابغة


belkacem-1017
03-16-2017, 05:11 PM
[اخي العزيز ،، يتوجب عليك اضافة رد لرؤية المحتوى]





ديننا.. النعمة السابغة


مع ظهور الانحرافات العقدية بين بعض الشباب, خصوصاً بعد ثورات الربيع العربي, وظهور نماذج الإلحاد, والاجتراء على المقدسات, لزمنا أن نراجع مناهجنا التربوية والتعليمية, ولزمنا أن نعيد النظر في خطابنا لأبنائنا وشبابنا, حتى لا يبقون بعيدين عنا.

ومن أهم ما يمكننا الحديث فيه معهم, حديث عن قيمة هذا الدين وفضله ومكانته, وكيف أنه الأقرب إلى القلب والعقل والنفس.

إن أكثر ما ينسجم مع العقل في النواحي الاعتقادية هو ما كان عن اتزان ووسطية واعتدال, فالإله الذي تعبد –أيها الإنسان- لا بد وأن يتصف بصفات الربوبية الكاملة والألوهية التامة، فلا بد أن يكون: غنياً قوياً, قادراً حكيماً, عليماً محيطاً, حياً قيوماً, فلا يضل ولا ينسى، ولا يظلم عنده أحد, ولا يبدل القول لديه ولا تفنى خزائنه، ولا منتهى لرحماته.

والإسلام وحده في خطابه العقائدي يثبت ذلك كله لله سبحانه, ويدعو أنصاره إلى التيقن بذلك كقاعدة إيمانية ثابتة لا تتزعزع أبداً, ينشأ عنها السلوك الإيماني الصالح المرتكن على ركن ركين في الاعتقاد وفهم وسطي في التطبيق.

الغريب أن بعض الأديان التي لا يزال ملايين من الناس شتى بقاع الأرض يدينون بها وينتمون إليها تبتدئ مسيرتها في الدعوة الإيمانية إلى انتقاص مقام الربوبية العظيم, وبالتالي تنتقص من مقام الألوهية الأسمى, فيرتضون الشريك, ويدعون إلى التثليث في العبادة والعقيدة, وآخرون قد ارتضوا في إيمانهم بأن يكون ربهم الذي يعبدوه فقير (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) آل عمران, كما ارتضوا أن يكون ضعيفاً يصارع بعض عباده فيغلبه عبده، وأن يبكي ويندم على فعل فعله!

وآمن بعضهم بأن مخلوقاً ولد من رحم امرأة أن يكون إلهاً، وآمنوا بأنه قتل ودفن وخرج من الأرض ليحكم العالم مرة أخرى!

من أجل ذلك ترى إيمان هؤلاء في مجمله إيماناً كاذباً غير راسخ, وما ينتج عنه من سلوك هو سلوك ظاهري مؤقت غير متجذر, وتجد ارتباطهم بالأسباب الأرضية يمحو كل معنى للتوكل, وينسى كل قيمة للثقة بالإله المعبود, فتخرج القناعات ملوثة ضعيفة, وتهرب القيم والفضائل من مجتمعاتهم وأهدافهم, فلا عجب أن ترى الانحراف ولا غرابة أن ترى فيهم كل مسخ.

لقد قتل بعضهم أنبياءهم, وحرقوهم, ورموهم في الآبار, وعلى الجانب الآخر عظم قوم نبيهم حتى جعلوه في مصاف الآلة, إنه الإفراط والتفريط وكلاهما خطأ وكلاهما ذمه المنهج الإسلامي العظيم.

فالإسلام يقدم الرؤية الصائبة للألوهية والربوبية, ويثبت الحقائق التامة, ويهدي إلى سواء السبيل, فهو يعلم أتباعه أن الله خالق كل شيء, وقادر على كل شيء, عزيز حكيم, غفور رحيم, لا يسال عما يفعل, يدبر الأمر بحكمته, له الخلق والأمر, فلا مخلوق خارج عن سلطانه ولا تغيب عنه غائبة في الأرض ولا في السماء, يجري في ملكه ما شاء بإرادته وبعلمه, غني لا تفنى خزائنه, عليم وسع علمه كل شيء, واحد أحد فليس له ولد ولا شريك ولا زوجه, حي قيوم فلا يسهو ولا ينام, علي أعلى متعال على خلقه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).

ويعلم الإسلام أتباعه أن نبي الإسلام هو نبي الله الخاتم, كان بشراً, عاش كما يعيش البشر, وولد كما يولد البشر, ومات ودفن كما كل البشر, تزوج وأنجب, ومارس حياته كما يمارس الناس حياتهم, لكنهم يؤمنون أنه أفضل البشر وقد تخيره الله من بينهم.

وكان مؤيداً بالوحي من السماء, فإن تكلم بالوحي صدق وصٌدق, فلم يعبده أتباعه ولم يقدسوه التقديس المفرط كما فعل غيرهم, بل كان يعلمهم قائلاً: ((إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله)).

وفيما يخص اليوم الآخر فالإسلام يعلم أن يوم القيامة آت, وسيجتمع الجميع أمام الله, ويسألون عن أعمالهم, حيث لا امتيازات, فلم يعتقد المسلمون في أنفسهم أنهم شعب الله المختار أو أنهم لن يحاسبوا مثل غيرهم, بل قالت آيات القرآن لهم: (وإن كل لما جميع لدينا محضرون) وقالت: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثال ذرة شراً يره).

وفي العقيدة الإسلامية أنه لا وساطة بين العبد وربه, ولا يغفر الذنوب إلا الله, وليس من المطلوب أن تعترف لأحد بذنبك, ولكن اعترف لربك, وتب إليه, إذ إنه وحده القادر على المغفرة وقبول التوبة وكل العالمين لا يملك لك ولا لنفسه نفعاً ولا ضراً, فالذين اعتبروا تجارتهم دينهم, وباعوا للناس صكوك الغفران والتوبة, إنما اعتبرهم الإسلام تجاراً كاذبين, وأنهم مخادعون مفترون على ربهم تمام الافتراء.. فالجنة في ملك لله, ولا يستطيع إنسان أن يمنح منها شيئاً لأحد, ولا يبيع منها شيئاً لأحد, ولا يستطيع مخلوق أن يعد بها لأحد, أو أن يدخلها إلا برحمة الله سبحانه وبما قدم من سابق عمل صالح.

لقد نشرت قبل أيام صحف أمريكية, تقريراً عن تزايد بالغ في بيع الرهبان الكبار صكوك الغفران وأماكن في الجنة لكل مريد من الأغنياء!

فلك الحمد ربي الكريم على ما أنعمت علينا به من نعمة وفضيلة وما أكرمتنا به من عقيدة وشريعة.

إن واجبا علينا تجاه البشرية جميعاً, أن نبث فيها الخير الذي هدانا الله إليه, وأن نعلمها الهداية التي فضلنا الله بها, وأن نبصرها بنور الرسالة الإسلامية الخالدة, لتخرجها من سبل المسخ والانحراف, وتقيمها نحو عبادة الله الواحد الأحد.



[اخي العزيز ،، يتوجب عليك اضافة رد لرؤية المحتوى]