المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عليكم بسنتى


belkacem-1017
01-17-2017, 11:06 AM
[اخي العزيز ،، يتوجب عليك اضافة رد لرؤية المحتوى]


بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق

بأن التمسك بسنة رسول الله , هو غاية الانسان في الحياة الدنيا ,ومن كان هذا هو منهجه فقد أصاب ونجا , ومن ابتعد عن ذلك فقد ضل وهوى ,يقول الرسول الكريم
كما جاء في الصحيحين حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب ، ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي ، ثنا عبد الله بن يوسف التنيسي ، ثنا الليث ، عنيزيد بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن خالد بن معدان ، عن عبد الرحمن بن عمرو ، عن العرباض بن سارية ، من بني سليم من أهل الصفة، قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ، فقام ، فوعظ الناس ، ورغبهم ، وحذرهم ، وقال ما شاء الله أن يقول ، ثم قال : " اعبدوا الله ، ولا تشركوا به شيئا ، وأطيعوا من ولاه الله أمركم ، ولا تنازعوا الأمر أهله ، ولو كان عبدا أسود ، وعليكم بما تعرفون من سنة نبيكم ، والخلفاء الراشدين المهديين ، وعضوا على نواجذكم بالحق " .
من خلال هذا الحديث الشريف يظهر لنا أن النبي الكريم كان يعلم من الله بدنو أجله , ولذلك حرص حرصا شديا على أن يتم دعوته حتى تكون على أكمل وجه , وكان يعظ الناس , وكان منهجه في الوعظ الترغيب والترهيب
ولقد كان الصحابة الكرام حريصين كل الحرص على الاستفادة والمعرفة لذلك كانو يقولون يا رسول الله عظنا
ومن الأشياء التى حرص عليها أن يعبد الناس الله ولا يشركوا به شيئا , فلا معبود غير الله , ولا اله غيره , ولا يجوز لأحد أن يلجأ الا اليه , ولايدعو الا هو

ثم أتبع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر ببيان حقوق الإمام التي كفلها الشرع، فقال : (.. والسمع والطاعة - أي : للأمير - ، وإن تأمر عليكم عبد ) ، فالسمع والطاعة حقّان من حقوق الإمام الشرعي كما قال الله عزوجل : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ( النساء : 59 ) ، وعن أم الحصين رضي الله عنها قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع يقول : ( يا أيها الناس اتقوا الله ، واسمعوا وأطيعوا وأن أمّر عليكم عبد حبشي مجدع ، ما أقام فيكم كتاب الله عز وجل )رواه أحمدوأصله في البخاري ، وغيرها من النصوص الكثيرة الدالة على ذلك .
وعلى الرغم من دخول السمع والطاعة للإمام في باب التقوى ، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرده بالذكر ؛ تأكيدا على أهميته، وعظم شأنه وخطره .
لكن ثمة أمر ينبغي أن نلقي الضوء عليه ، وهو أن هذه الطاعة التي تلزم للإمام الشرعي مشروطة بأن تكون موافقة لأحكام الشرعية ، وليست مستقلة بنفسها ، فإذا تعارض أمره مع شرع الله ورسوله فلا تجب طاعته في ذلك ، ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا طاعة في المعصية ، إنما الطاعة في المعروف ) رواه البخاري ومسلم .
وقد ذكر العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإن تأمّر عليكم عبد ) أمران ، الأول: أن ذلك من باب الإخبار بالأمور الغيبية ، حين تُسند الولاية إلى غير أهلها ، وتوضع في غير موضعها ، فهنا يجب له السمع والطاعة درءا لحدوث الفتن ، والثاني : أن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر جاء من باب ضرب المثل ، وذلك كقوله في الحديث الآخر : ( من بنى مسجدا لله كمفحص قطاة أو أصغر ، بنى الله له بيتا في الجنة ) رواه ابن ماجة ، ومفحص القطاة أقل من أن يتسع لفرد ، وأصغر من أن يكون مسجدا .
ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن اختلاف أمته من بعده ، وكيفية النجاة من هذا الاختلاف ، لقد قال : ( فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ) ، إنها إشارة إلى ما سيؤول إليه أمر الأمة من تفرّق يوهن قوتها ، وابتعاد عن الهدى والحق ، فوصف الداء وبيّن الدواء ، وأرشدها إلى التمسك بسنته ، وسنة خلفائه الراشدين من بعده ، الذين منّ الله عليهم بالهداية ومعرفة الحق ، والاستقامة على المنهاج النبوي ، حتى صار عصرهم أنموذجا رفيعا يُقتدى به .
وفي ضوء ذلك، يمكن أن نفهم تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم الله على التزام هديهم عندما قال : ( عضّوا عليها بالنواجذ ) ، والنواجذ هي آخر الأضراس ، فهي إذاً كناية عن شدة التمسّك وعدم الحيدة عن هذا الطريق .
إن هذه النصيحة النبوية لتحمل في ثناياها التصوّر الواضح والتأصيل الشرعي الصحيح الذي ينبغي على المسلم أن ينتهجه في حياته ، وبذلك تزداد الحاجة إلى تأمل هذا الحديث واستخراج معانيه العظيمة ، نسأل الله تعالى أن يكتب لنا العصمة من الضلال .
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم




[اخي العزيز ،، يتوجب عليك اضافة رد لرؤية المحتوى]